السبت، 20 يونيو 2009

وضعت الكاميرافي بيتها ،فماذا حدث لها؟




قالت ...........



خطرت على بالي فكرة غريبة .. وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي ..!!



إذ أردت أن أسجل يوما عاديا في ح ــياتي ..



.. فلماذا لا أرى نفسي بعــين الآخرين ..!!




.. قمت فعلا بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل ..



حتى تسجل كل حركة وكل سكنة بوضوح ..







ولكن شعرت برهبة شديدة من هذه التجربة ..!!



ولم أدري منبع هذا الخوف..!!!



.. هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي ..!!؟



.. مرت الدقائق بصعوبة شديدة .وسرحت بتفكيري متخيلة أحداث اليوم ..



وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظة ..



لم أكن أنا الوحيدة المتشوقة لرؤية هذه التجربة ..!!



بل إن مجموعه كبيرة من الصديقات



يتشوقن لرؤية هذهـ التجربة ..وكأنهن يتشوقن لرؤيه فيلم سينمائي من نوع خاص


..لم يكتب له السيناريو سواي .. ولم يخرجه غيري ..!!!



ولكن ترى من سيشاركني في بطوله هذا الفيلم ..!!



ثم قلت في نفسي : ما الجديد في الآمر؟ أنه يوم مثل أي يوم، يجب أن أتصرف بتلقائية ..!!



وأحاول أن أتناسى الكاميرات..!!



وبدأت أشعر أن هذه الكاميرات تشعر بما أفكر به ..



وكانها تنظر إلي وتتحداني ..!!



بل وتبتسم في سخرية : قائلة :



سأتعرف على كل مايخصك .. سأقتحم حياتك ،سأكون شاهدة

على أقوالك وأفعالك ...

كدت أجن من تلك الفكرة ..

وهدأت نفسي قائلة : هذهـ الكاميرا..!!

ماهي الا جماد لايحس و لايشعر.!!...فلماذا كل هذهـ الرهبة

والخوف منها ..!!













/







تحدثت مع صديقتي بالجوال لم أستطع الحديث



وأغلقت الهاتف سريعا ..!!







كنت دائما أتحدث بالساعات في الهاتف .. الحديث عن تلك .



. وماذا فعلت تلك ..!! والآن لا أستطيع ..!!!!







/



\







/



\







وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق ،



والساعات تلو الساعات .


.وكلما فكرت في فعل شيء لا أحب أن يراه ا لناس تراجعت .


..فالكاميرات تسجل وتصور ..!!










أحسست بخوف يملؤني ، أحتاج لأحد ألجأ اليه ..!!!



/



/







ذهبت لا إراديا لأتوضأ وأصلي .. وأبكي بين يدي الله



..وكأنني أصلي لأول مرة ..!!







نعم لأول مرة في حياتي أستشعر معية الله ...!!



بعدها ..!!



لم أعد أخشى من تلك الكاميرات ..بل أحببتها جدا .



.لانها أحدثت تحولا كبيرا في حياتي ..ونظرت إليها في امتنان


..وكأنني أقول لها : شكرا ..










والأغرب أنني بعد فترة لم أعد أِهتم بها ..!!



ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب علي. وإنما أعظم منها .



.وهو شعوري بمعية الله الذي لايغفل ولاينام ..!!







فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي



فما الذي يجعلني أخاف ..!!







أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله ..!!



أأخشى الناس ولاأخشى الله ...!



حينئذ تذكرت مقولة:



..( لاتجعل الله أهون الناظرين إليك ) ...



قمت وأغلقت الكاميرات .فلم أعد في حاجة اليها .ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي ..فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي ..



والآن ..



أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: ((ماأحلى معية الله))



ولكن ماهذا الصوت ..؟؟



لقد سمعت هذا الصوت كثيرا ..إنه صوت ضميري ..!!



خطرت لي فكرة أكثر غرابة ..



ماذا سيحدث لو ظل كل منا تحت رقابة القمر الصناعي يوما كاملا ..


كيف سيتصرف..؟



الناس ستراك الآن .. ماذا ستفعل ..!!



يا إلهي.. .. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير ,,, فما بالك



بالقمر الصناعي ..والعالم كله يراك ..!!







هل تعصي الله ..!!



هل تحب أن يراك أحد على معصية ..!!







بالطبع ستكون أجابتك : لا



والآن ..



أطرح سؤال :



هل تجد في الدنيا ماهو أعظم من رضا الله ...!!!



إذاً لا تجـــ ع ــل الله أهون الناظرين إليك ..!!!



اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك


الإحسان :أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه
فإنه يراك.
من وجد الله فماذا فقد
ومن فقد الله فماذا وجد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق