الأحد، 21 يونيو 2009

مائة وسيلة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم

مائة وسيلة لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
إن أول ركن من أركان الإسلام العظيمة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وتحقيق الشطر من الشهادتين وهو شهادة أن محمداً رسول الله تتم من خلال الأمور التالية :

أولاً : تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر به ، وأوله : أنه رسول الله ومبعوثه إلى الجن والأنس كافة لتبليغ وحيه تعالى بالقرآن والسنة المتضمنين لدين الإسلام الذي لا يقبل الله تعالى ديناً سواه .

‌ثانياً : طاعته والرضى بحكمه ، والتسليم له التسليم الكامل ، والانقياد لسنته والاقتداء بها ، ونبذ ما سواها .

‌ثالثاً : محبته صلى الله عليه وسلم فوق محبة الوالد والولد والنفس ،مما يترتب عليه تعظيمه ، وإجلاله ، وتوقيره ، ونصرته ، والدفاع عنه ، والتقيد بما جاء عنه .

فعلى كل مسلم ؛ أن يسعى لتحقيق هذا المعنى ، ليصح إيمانه ، وليحقق الشطر الثاني من كلمة التوحيد ، ولتقبل شهادته بأن محمداً رسول الله ، فإن المنافقين قالوا : { نشهد إنك لرسولُ الله والله يعلمُ إنك لرسولُهُ واللهُ يشهدُ إنَّ المنافقين لكاذبون} {المنافقون : 1}، فلن تنفعهم شهادتهم ، لأنهم لم يحققوا معناها .

وإليك بعض الأمور التي يمكننا من خلالها العمل بمقتضى تلك المحبة ، وواجب القيام بذلك الحق للنبي صلى الله عليه وسلم تجاه هذه الهجمة الشرسة عليه أن نفديه بأولادنا ووالدينا وأنفسنا وأموالنا ، كل على قدر إمكانياته ، فالكل يتحمل مسؤوليته ومن خلال موقعه:

على مستوى الفرد :
1. التفكير في دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم القاطعة بأنه رسول رب العالمين ، وأصلها القرآن الكريم ، وما تضمنه من دلائل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم.
2. تعلم الأدلة من القرآن والسنة والإجماع الدالة على وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ، والأمر باتباعه ، والاقتداء به صلى الله عليه وسلم .
3. العلم والمعرفة بحفظ الله لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , وذلك من خلال الجهود العظيمة التي قام بها أهل العلم على مر العصور المختلفة , فبينوا صحيحها من سقيمها ، وجمعوها على أدق الأصول التي انفردت بها هذه الأمة عن غيرها من الأمم السالفة .
4. استشعار محبته صلى الله عليه وسلم في القلوب بتذكر كريم صفته الخَلقية والخُلقية ، وقراءة شمائله وسجاياه الشريفة ، وأنه قد اجتمع فيه الكمال البشري في صورته وفي أخلاقه صلى الله عليه وسلم .
5. استحضار عظيم فضله وإحسانه صلى الله عليه وسلم على كل واحد منا ، إذ أنه هو الذي بلغنا دين الله تعالى أحسن بلاغ وأتمه وأكمله ، فقد بلغ صلى الله عليه وسلم الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، ورسولاً عن قومه.
6. عزو كل خير دنيوي وأخروي نوفق إليه ونتنعم به إليه صلى الله عليه وسلم بعد فضل الله تعالى ومنته ، إذ كان هو صلى الله عليه وسلم سبيلنا وهادينا إليه ، فجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته.
7. استحضار أنه صلى الله عليه وسلم أرأف وأرحم وأحرص على أمته .قال تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } {الأحزاب : 6}.
8. التعرف على الآيات والأحاديث الدالة على عظيم منزلته صلى الله عليه وسلم عند ربه ، ورفع قدره عند خالقه ، ومحبة الله عز وجل له ، وتكريم الخالق سبحانه له غاية التكريم.
9. الالتزام بأمر الله تعالى لنا بحبه صلى الله عليه وسلم ، بل تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على النفس ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين) .
10. الالتزام بأمر الله تعالى لنا بالتأدب معه صلى الله عليه وسلم ومع سنته لقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون } {الحجرات : 2} وقوله تعالى { إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم } {الحجرات : 3} وقال تعالى : { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً } {النور : 63}.
11. الانقياد لأمر الله تعالى بالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم ومناصرته وحمايته من كل أذى يراد به ، أو نقص ينسب إليه ، كما قال تعالى : ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه) .
12. استحضار النية الصادقة واستدامتها لنصرته ، والذب عنه صلى الله عليه و سلم .
13. استحضار الثواب الجزيل في الآخرة لمن حقق محبة النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الصحيح ، بأن يكون رفيق المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة ، لقوله صلى الله عليه وسلم لمن قال إني أحب الله ورسوله : ( أنت مع من أحببت ).
14. الحرص على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر ، وبعد الآذان ، وفي يوم الجمعة ، وفي كل وقت ، لعظيم الأجر المترتب على ذلك ، ولعظيم حقه صلى الله عليه وسلم علينا .
15. قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، مع الوقوف على حوادثها موقف المستفيد من حكمها وعبرها ، والاستفادة من الفوائد المستخلصة من كل حادث منها ، ومحاولة ربطها بحياتنا وواقعنا .
16. تعلم سنته صلى الله عليه وسلم ، بقراءة ما صححه أهل العلم من الأحاديث المروية عنه صلى الله عليه وسلم ، مع محاولة فهم تلك الأحاديث ، واستحضار ما تضمنته تلك التعاليم النبوية من الحكم الجليلة والأخلاق الرفيعة والتعبد الكامل لله تعالى ، والخضوع التام للخالق وحده .
17. اتباع سنته صلى الله عليه وسلم كلها ، مع تقديم الأوجب على غيره .
18. الحرص على الاقتداء به صلى الله عليه وسلم في المستحبات ، ولو أن نفعل ذلك المستحب مرة واحدة في عمرنا ، حرصاً على الاقتداء به في كل شيء .
19. الحذر والبعد عن الاستهزاء بشيء من سنته صلى الله عليه وسلم .
20. الفرح بظهور سنته صلى الله عليه وسلم بين الناس.
21. الحزن لاختفاء بعض سنته صلى الله عليه وسلم بين البعض من الناس .
22. بغض أي منتقد للنبي صلى الله عليه وسلم أو سنته .
23. محبة آل بيته صلى الله عليه وسلم من أزواجه وذريته ، والتقرب إلى الله تعالى بمحبتهم لقرابتهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولإسلامهم ، ومن كان عاصياً منهم أن نحرص على هدايته لأن هدايته أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من هداية غيره ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مهلاً يا عباس لإسلامك يوم أسلمت كان أحب لي من إسلام الخطاب ، ومالي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب) .
24. العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم في آل بيته ، عندما قال : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) ثلاثاً .
25. محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيرهم واعتقاد فضلهم على من جاء بعدهم في العلم والعمل والمكانة عند الله تعالى .
26. محبة العلماء وتقديرهم ، لمكانتهم وصلتهم بميراث النبوة فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، فلهم حق المحبة والإجلال ، وهو من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته .

على مستوى الأسرة والمجتمع :
27. تربية الأبناء على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
28. ‌تربية الأبناء على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله .
29. ‌اقتناء الكتب عن سيرته صلى الله عليه وسلم.
30. اقتناء الأشرطة عن سيرته صلى الله عليه وسلم.
31. ‌انتقاء الأفلام الكرتونية ذات المنهج الواضح في التربية.
32. ‌تخصيص درس أو أكثر في الأسبوع عن السيرة تجتمع عليه الأسرة.
33. اقتداء الزوج في معاملة أهل بيته بالرسول صلى الله عليه وسلم.
34. ‌تشجيع الأبناء على حفظ الأذكار النبوية وتطبيق ذلك.
35. ‌تشجيع الأبناء على اقتطاع جزء من مصروفهم اليومي من أجل التطبيق العملي لبعض الأحاديث ، مثل : كفالة اليتيم , إطعام الطعام , مساعدة المحتاج.
36. ‌تعويد الأبناء عل استخدام الأمثال النبوية في الحديث مثل المؤمن كيس فطن , لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين , يسروا ولا تعسروا .
37. ‌وضع مسابقات أسرية عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم .
38. ‌تعريف الأسرة المسلمة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال تطبيق مشروع ( يوم في بيت الرسول).

على مستوى قطاع التعليم والعاملين فيه :
39. ‌زرع محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس الطلبة والطالبات من خلال إبراز حقه صلى الله عليه وسلم على أمته .
40. ‌الإكثار من عقد المحاضرات التي تغطي جوانب من حياة الرسول شخصيته صلى الله عليه وسلم .
41. ‌حث مسئولي قطاعات التعليم إلى إضافة مادة السيرة النبوية إلى مناهج التعليم والدراسات الإسلامية في التخصصات الإنسانية .
42. ‌العمل على تمويل وضع كراسي لدراسات السيرة النبوية في الجامعات الغربية المشهورة.
43. ‌تشجيع البحث العلمي في السيرة النبوية وحث الباحثيين على تصنيف كتب السنة بتصانيف عدة مثل المغازي والشمائل .
44. ‌العمل على إقامة المعارض المدرسية والجامعية التي تعرف بالرسول صلى الله عليه وسلم مع مراعاة التمثيل الجغرافي لنشأة الإسلام .
45. ‌تخصيص أركان خاصة في المكتبات تحوي كل ماله علاقة بالرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته والإهتمام به وجعلها في مكان بارز.
46. العمل على إعداد أعمال موسوعية أكاديمية غنية في السيرة النبوية تصلح كأعمال مرجعية وترجمتها إلى اللغات العالمية.
47. ‌إقامة مسابقة سنوية للطلبة والطالبات لأفضل بحث في السيرة النبوية وتخصيص جوائز قيمة لها.
48. ‌إقامة مخيمات شبابية تتضمن أنشطة تزرع محبة الرسول صلى الله عليه وسلم والتعلق بسنته.
49. إقامة دورات تدريبية متخصصة لإعداد القادة بالإقتداء بالمصطفي صلى الله عليه وسلم.

على مستوى الأئمة و الدعاة وطلبة العلم :
50. بيان خصائص دعوته ورسالته صلى الله عليه وسلم وانه بعث بالحنيفية السمحة وأن الأصل في دعوته هو حرصه على هداية الناس كافة إلى إفراد العبادة لرب الناس.
51. العمل على دعوة الناس وهدايتهم إلى هذا الدين ؛ بجميع أجناسهم وقبائلهم.
52. ‌بيان صفاته صلى الله عليه وسلم الخلقية والخُلقية قبل وبعد الرسالة .
53. بيان فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم وخصائص أمته بأسلوب ممتع .
54. بيان مواقفه صلى الله عليه وسلم مع أهله وجيرانه وأصحابه رضوان الله عليهم.
55. بيان كيفية تعامله صلى الله عليه وسلم مع أعدائه من أهل الكتاب والمشركين والمنافقين.
56. ‌بيان منهجه صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية .
57. تخصيص الخطبة الثانية لبعض الجمع للتذكير بمشاهد من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فضلاً عن تخصيص خطب كاملة عنه من وقت إلى آخر.
58. التعليق على الآيات التي تتكلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم عند قراءتها في الصلاة ولمدة ثلاث إلى خمس دقائق .
59. إضافة حلقات لتحفيظ السنة النبوية إلى جوار حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد.
60. تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى عامة الناس حول سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم والدعوة إلى التمسك بما صح عنه صلى الله عليه وسلم بأسلوب بسيط واضح.
61. ‌ذكر فتاوى علماء الأمة التي تبين حكم من تعرض لرسول الأمة صلى الله عليه وسلم بشيء من الانتقاص ووجوب بغض من فعل ذلك والبراءة منه .
62. ‌العمل على رد الناس إلى دينهم من خلال عرض مبسط لمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم الدعوية .
63. ‌التحذير في الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة من الغلو فيه صلى الله عليه وسلم ، وبيان الآيات التي تنهي عن الغلو كقوله ( لا تغلو في دينكم ) . والأحاديث الخاصة في ذلك كما في قوله صلى الله عليه وسلم ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ) ، وبيان أن المحبة الصادقة هي في اتباعه صلى الله عليه وسلم .
64. حث الناس على قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مصادرها الأصلية وتبيين ذلك لهم.
65. دحض وتفنيد الشبهات والأباطيل التي تثار حول الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته.

على مستوى المثقفين والمفكرين والإعلاميين والصحفيين :
66. ‌إبراز شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وخصائص أمته من خلال نشر ذلك والتحدث عنه في المناسبات الإعلامية والثقافية.
67. ‌عدم نشر أي موضوع ينتقص فيها من سنته صلى الله عليه وسلم .
68. ‌التصدي للإعلام الغربي واليهودي المضاد والرد على ما يثيرونه من شبهات وأباطيل عن ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
69. ‌عقد اللقاءات الصحفية والإعلامية والثقافية مع المنصفين من غير المسلمين والتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته.
70. ‌نشر ما ذكره المنصفون من غير المسلمين بشأنه صلى الله عليه وسلم .
71. ‌عقد الندوات والمنتديات الثقافية لإبراز منهجه وسيرته وبيان مناسبة منهجه صلى الله عليه وسلم لكل زمان وكان .
72. ‌إعداد المسابقات الإعلامية عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وتخصيص الجوائز القيمة لها.
73. ‌كتابة المقالات والقصص والكتيبات التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
74. ‌الاقتراح على رؤساء تحرير الصحف والمجلات لتخصيص زاوية يبين فيها الآيات والأحاديث التي تدل على وجوب محبته صلى الله عليه وسلم وأن محبته مقدمة على الولد والوالد والناس أجمعين بل ومقدمة على النفس وأن هذه المحبة تقتضي تعظيمه وتوقيره وإتباعه وتقديم قوله على قول كل أحد من الخلق .
75. ‌الاقتراح على مدراء القنوات الفضائية لإعداد برامج خاصة في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيفية تعامله مع زوجاته وأبناءه وأصحابه وأعدائه وغير ذلك من صفاته الخلقية والخلقية.
76. حث مؤسسات الإنتاج الإعلامي على القيام بإنتاج أشرطة فيديو تعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة احترافية شيقة.
77. ‌حث المحطات التلفزيونية الأرضية والقنوات الفضائية على إنتاج وبث أفلام كرتونية للناشئة تحكي شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض القصص من السنة النبوية.

على مستوى المؤسسات الخيرية والدعوية :
78. إنشاء لجان أو أقسام تحمل لواء نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
79. ‌تخصيص أماكن في المعارض والمؤتمرات المحلية والدولية التي تشارك بها المؤسسات لعرض الكتب والأشرطة المرئية والمسموعة التي تبرز خصائص الرسالة المحمدية.
80. تخصيص أماكن دائمة لتوزيع الأشرطة والكتب والمطويات التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
81. ‌تخصيص جائزة قيمة بمعايير متفق عليها سلفاً لأفضل من خدم السنة والسيرة النبوية وإقامة حفل تكريم سنوي يدعى له كبار الشخصيات.
82. تبني طباعة كتب السيرة النبوية باللغات الأجنبية وتوزيعها على مراكز الإستشراق والمكتبات العامة والجامعية حول العالم .
83. إصدار مجلة أو نشرة دورية تهتم بالسيرة النبوية المطهرة وتعاليم الدين الإسلامي وتبرز صفات هذة الأمة ومحاسن هذا الدين الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
84. تخصيص صناديق تبرع لتمويل حملات نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، والتأليف في السيرة والترجمة وإنشاء المواقع على الشبكة العالمية .

على مستوى العاملين في الشبكة العنكبوتية وأصحاب المواقع:
85. تكوين مجموعات تتولى إبراز محاسن هذا الدين ونظرة الإسلام لجميع الأنبياء بنفس الدرجة من المحبة وغيره من الموضوعات ذات العلاقة.
86. ‌إنشاء مواقع أو منتديات أو تخصيص نوافذ في المواقع القائمة تهتم بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتبرز رسالته العالمية.
87. المشاركة في حوارات هادئة مع غير المسلمين ودعوتةم لدراسة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم والدين الذي جاء به.
88. ‌تضمين أو تذييل الرسائل الإلكترونية التي ترسل إلى القوائم البريدية الخاصة ببعض الأحاديث والمواعظ النبوية.
89. إعداد نشره إلكترونية - من حين إلى آخر- عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته وخاصة في المناسبات والأحداث الطارئة.
90. ‌الإعلان في محركات البحث المشهورة عن بعض الكتب أو المحاضرات التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

على مستوى الأغنياء والحكومات الإسلامية :
91. دعم النشاطات الدعوية المتعلقة بالسيرة النبوية الشريفة .
92. ‌طباعة الملصقات التي تحمل بعض الأحاديث والمواعظ النبوية .
93. ‌المساهمة في إنشاء القنوات الفضائية والإذاعات والمجلات التي تتحدث عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم باللغات المختلفة وبالأخص اللغة الإنجليزية.
94. استئجار دقائق في القنوات أو الإذاعات الأجنبية لعرض أطروحات عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
95. إنشاء مراكز متخصصة لبحوث ودراسات السيرة النبوية والترجمة إلى اللغات العالمية.
96. إنشاء متاحف ومكتبات متخصصة في بالسيرة والتراث النبوي الشريف .
97. ‌إنشاء مواقع على الإنترنت متخصصة في السيرة والسنة النبوية الشريفة.
98. طباعة ونشر الكتب والأشرطة والبرامج الإعلامية التي تبرز محاسن الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وشمائله بعدة لغات وخاصة اللغة الإنجليزية.
99. ‌المساهمة في دعم المسابقات الدعوية التي تهتم بالسيرة النبوية ورصد مبالغ تشجيعية لها.
الرقم 100 نتركة لك لتكمله وتبعث به إلينا على عنوان اللجنة.

أخي المسلم أختي المسلمه .. إن الواجب علينا جميعاً - كلٌ حسب إستطاعته - أن ننصر نبينا وأمامنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولذلك أعددنا هذة المذكرة حتى لا يبقى لأحد منا عذر ، فلنعمل جميعاً على نشرها وتوزيعها ، ودعوة الأهل وعموم الناس من خلال المجالس العائلية ، والمكالمات الهاتفية ، ورسائل الجوال ، على نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم .


إعداد : اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء
http://www.icsfp.com/ar/

لتحميل الموضوع على ملف وورد
http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=439


السبت، 20 يونيو 2009

ما لكم لا ترجون لله وقارًا

ما لكم لا ترجون لله وقارًا


الحمد الله القائل في كتابه {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [سورة نوح: 13]، والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: هذه الآية حكاية عن نوح عليه السلام وهو يدعو قومه سنين عديدة حيث تفنن عليه السلام في استخدام أساليب الدعوة معهم (الجهر- الإسرار- الإعلان - الدعوة بالليل والنهار- ورجاء الاستغفار والثواب... الخ)، لكن لم يلق إلا العناد والإعراض، فذكرهم بالله وأن صدهم هذا وأعراضهم وكفرهم سببه عدم توقيرهم لله تعالى وتقديره حق قدره لأنهم لو فعلوا ذلك لوحدوه وآمنوا به.

التوقير هو: التعظيم والإجلال والتقدير.

قال ابن عباس رضي الله عنه: "مالكم لا تعظمون الله حق عظمته ولا تخافون من بأسه ونقمته".

قال الحسن رضي الله عنه: "مالكم لا تعرفون لله حقا ولا تشكرونه".

قال ابن القيم: "وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد. وهو أنهم لو عظموا الله وعرفوا حق عظمته وحدوه وأطاعوه وشكروه فطاعته سبحانه واجتناب معاصيه والحياء منه بحسب وقاره في القلب".

وقال أيضاً: "من أعظم الجهل والظلم أن تطلب التعظيم والتوقير لك من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره" أهـ.

فتعال أخي الكريم وفقك الله لنستعرض بعض الأمثلة على هذه الآية الكريمة...

الإشراك به واتخاذ ندٌ معه:

من عّظم الله حق التعظيم وحده وأناب إليه ولم يشرك معه إلهاً آخر كان سبباً لدخول الجنة لأن الشرك دلالة على الاستهانة بعظمة الخالق وعدم إجلاله وتوقيره وإليك بعض الأدلة على ذلك:

1- قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67].

وهذه الآية تخاطب قريشا والمشركين جميعا أنهم لو عظموا الله حق التعظيم لما عبدوا معه غيره.

وانظر إلى ختام الآية لتفهم المراد منها وأنها دلاله على وجوب توحيده تعالى لكن المشركين أشركوا به فنزه نفسه عن ذلك.

وهذا القسم يشمل الشرك في كل شيء في المحبة والتعظيم والطاعة والخوف والرجاء وغير ذلك من أصناف العبادات القولية والفعلية الظاهرة والباطنة، بل ذكر ابن القيم منها: قول البعض (وحياتك)، (مالي إلا الله وأنت)، (ما شاء الله وشئت)، وأن المتكلم لو عظم الله حق التعظيم لما أشرك به غيره حتى في الدقائق اللفظية.

تقديم حق المخلوق على حق الخالق:

فمن فعل ذلك فهو دلالة على ضعف وقار الله في قلبه حيث آثر حق المخلوق على حقه تعالى وهذا له أمثلة عديدة أهمها:

(1) إذا تعارض حق الخالق مع حق المخلوق يؤثر ناحية المخلوق على جناب الخالق!!

كما جاء في الحديث «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضى الله كفاه الله مؤنة الناس» [رواه الترمذي وصححه الألباني]، وفي لفظ «من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس».

أي: كيف يرضي مخلوقا لا حول له ولا قوة ولا يملك له نفعا ولا ضرا ولا دفعا بمقابل سخط الخالق الفعال لما يريد؟!، ألا يدل ذلك على قلة وقار الله في قلبه!!

(2) طاعة المخلوق في معصية الخالق

فمن فعل ذلك وهو دلالة على قلة هيبة الله في قلبه بحيث أنه لو تعارض أمره ونهيه تعالى مع أمر ونهي المخلوق ترى من لم يوقر الله حق التوقير يطيع المخلوق في معصية الخالق!!، وقد جاء بالحديث «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، إنما الطاعة في المعروف» [متفق عليه]. والقصة الواردة في سبب هذا الحديث معروفة عندما طلب أمير السرية الناس أن يشعلوا ناراً فيدخلوا فيها مستدلاً بحثه عليهم ووجوب طاعته لأنه مأمور عليهم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم فلما بلغ خبره وخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث مبيناً حدود الطاعة للمخلوق وإنما تابعة لطاعة الله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

أ- وكلمة (المخلوق) هنا نكرة في سياق النفي فتعم كل مخلوق: (أمير، عالم، شيخ، أب، أم.... الخ)، ومن أمثلة ذلك.

ب - المقلدة من أهل التعصب المذهبي الذين يقدمون قول الإمام على قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله فخالفوا بذلك الفعل قول النبي صلى الله عليه وسلم السابق ذكره وقول أئمتهم المأثورة عنهم في وجوب أخذ قول النبي صلى الله عليه وسلم وترك اجتهاد أئمتهم المخالفة له!! والأصل في ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [سورة الحجرات: 1]، أي: لا تقولوا حتى يقول الله ورسوله ولا تحكموا حتى يحكم الله ورسوله ولذلك جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قوله لمن عارض النصوص بأقوال الصحابة: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء!!، أقول لكم قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر!!".

وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم فتوقيره صلى الله عليه وسلم بعد مماته بتوقير كلامه وطاعته وأتباعه وتقديم قوله على كل قول وهذا من توقير الله تعالى ولا شك.

قال ابن القيم في النونية: "والخوف كل الخوف فهو على الذي ترك النصوص لأجل قول فلان".

ج - كثير من الرعايا الذين يطيعون ولاة أمورهم فيم يقررونه أو يشرعونه مما هو مخالف لشرع الله تعالى، ويزداد الأمر قبحا حين يحاولون إظفاء الشرعية على ذلك وإظهار أن ذلك موافق للشرع غير مخالف له!!

قال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [سورة التوبة: 31].

د- بعض الأبناء في علاقاتهم مع آبائهم وأمهاتهم حين يطيعونهم في معصية الله ورسوله والحق أنه يجب طاعة الله والرسول ولو في عصيانهم وهذا لا يتعارض مع معاملتهما بالحسنى كما هو معلوم من نصوص كثيرة.

(3) إذا خاطبه المخلوق جمع له لبه وقلبه ومسامعه

وأمر الحاضرين بالإنصات وعدم التشويش لكن لو خاطب هو الخالق في صلاته أو قراءته للقرآن خاطبه بلسانه دون قلبه وجوارحه فلا يتعظ ولا يتدبر!!

(4) أن يستحي من نظر المخلوق إليه

حين يعزم على فعل المعصية وتراه يحاول أن يتوارى عنه قدر ما يستطيع لكنه لا يستحي ولا يتورع من نظر الله إليه حال المعصية وهو يعلم أن الله قد حرمها عليه فيهاب من أعين الناس ولا يهاب من نظر الله إليه!!

قال الله تعالى: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً} [النساء: 108].

قال ابن القيم: "هذا كله من عدم وقار الله في القلب، فمن كان كذلك فإن الله لا يلقي له في قلوب الناس وقاراً ولا هيبة بل يسقط وقاره وهيبته من قلوبهم، وإن وقروه مخافة شره فذلك وقار بغض لا وقار حب وتعظيم" أهـ.

الابتداع في الدين

فالمبتدع في دين الله ما ليس منه لم يوقر الله تعالى حق التوقير، ويظهر ذلك من وجوه أهمها اثنان:

1- أن المبتدع قد نزل نفسه منزلة المضاهي للشارع أو النظير له في الأمر والنهي فالزيادة أو النقصان في الدين تشريع للناس وإدخال في شرع الله ما ليس منه، ولو كان المبتدع يقدر الله حق قدره لما ولج هذا الباب وانزل نفسه منزلة الرب المشرع بين خلقه كما قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة الشورى: 21]، وقال الشافعي: "من استحسن فقد شرع أي: من استحسن للناس قولاً أو عملاً، ورغبهم فيه على أنه قربه وطاعة لله تعالى صار قوله تشريعا للناس، ويكون قد ضاهى الرب ونازعه حقه!!".

2- أن المبتدع يستدرك على الشريعة ومشرعها لان حاصل لسان حاله ومقاله: أن الشريعة لم تتم وأنه بقي فيها أشياء يجب استدراكها ولو كان يعتقد كمالها وتمامها من كل وجه لما ابتدع ورغب الناس في البدعة. والحق أن الشريعة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم صارت كاملة وتامة غير محتاجة لاستدراك ولا تعقيب من أحد فلو كان المبتدع يوقر الله حق التوقير لفهم هذا الأصل، ولما استدرك في شريعة رب العالمين في أمر يظن انه دين وهو في الحقيقة بعد عن رب العالمين كما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]. وقال عليه السلام: «ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به، ولا شيئا مما نهاكم عنه إلا وقد نهيتكم عنه» [ذكره الألباني في السلسلة الصحيحة، خلاصة الدرجة: إسناده مرسل حسن].

وقال مالك: "من ابتدع في الإسلام بدعه يراها حسنه فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا".

وقال الشاطبي في (الاعتصام): "وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أتى ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة. لذلك من زعم أن هناك (بدعة حسنة وبدعة سيئة)، وان الأولى مشروعه والأخرى هي المقصودة بالنهي في النصوص السابقة ما قدر الله حق قدرة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل بدعة ضلالة» فدل هذا النص على بطلان هذا التقسيم من أصله.

قال البربهاري في (شرح السنة): "وأحذر صغار المحدثات، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا وكذلك كل بدعه أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها فعظمت وصارت دينا يدان به فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام، فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة، فلا تعجلن، ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء، فأن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به، ولا تجاوزه بشيء ولا تختر شيئا فتسقط في النار.

عدم التحاكم إلى شرعه:

إن الله تعالى هو الذي خلق الخلق ويعلم ما يصلحهم في أمور دينهم ودنياهم فأنزل لهم تشريعه وأمرهم بالتحاكم إلى حكمه حتى يتحقق لهم الأمن والسعادة، ولم يجعل الأمر تحت اختيارهم ليختاروا ما شاءوا من أحكام وتشريعات. كما قال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ} [المائدة: 49]، وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} [الشورى: 10]، وذلك سمى الله تعالى كل من يحكم بغير حكمه "كافرا- ظالما- فاسقا" [المائدة: 44 - 47]، فمن تحاكم إلى غير شرع الله تعالى ما وقّر الله تعالى حق التوقير لأنه لو كان في قلبه إجلال وتوقير وتعظيم لخالقه لتحاكم وحكم شرعه ولما آثر عليه تشريعات وقوانين وضعية قاصرة بقصور عقول واضعيها وربه يقول له بكلام لا لبس فيه: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].

المجاهرة بالمعاصي وهتك ستر الله:

من استتر عن أعين الخلق لعمل المعصية فأنه لا يستطيع التستر عن عين الخالق أبدا لأنه يرى مكانه ولا يغيب عن عمله فإذا عمل المعصية والحال هذه دل ذلك على أنه لم يوقر الله حق التوقير، وهناك أمر آخر وهو أن هذا العبد قد ستره الله تعالى لكن بعض الناس يهتك ستر الله عليه ويجاهر بالمعصية ويحدث الناس بما فعل في الخفاء!!

فهذا أقبح من الأول لأنه لو وقر الله حق التوقير لتاب من معصيته واستغفر الله بدلا من المجاهرة بها كما قال صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول: عملت البارحة كذا وكذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» [متفق عليه].

قال ابن بطال: "في الجهر بالمعصية استخفاف بحق الله ورسوله وبصالح المؤمنين وفيه ضرب من العناد لهم وفي الستر بها السلامة من الاستخفاف لأن المعاصي تذل أهلها ومن إقامة الحد عليه إن كان فيه حد ومن التعزير أن لم يوجب حدا وإذا تمحص حق الله فهو أكرم الأكرمين ورحمته سبقت غضبه، فلذلك إذا ستره الله في الدنيا لم يفضحه في الآخرة والذي يجاهر يفوته جميع ذلك"... (الفتح: 10-503).

وقد ورد في السنة الأمر بالستر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن الم بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله» [صححه الألباني].

وجاء في السنة أن المجاهرة في المعصية والإعلان بها يوجب سخط الله تعالى لأنها دليل على عدم مبالاة صاحبها بالله تعالى أو أن فاعلها لم يوقر الله حق التوقير فعاقبه على شؤم معصيته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا» [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني].

ومن الأمثلة الحية الواقعية المنتشرة في بلاد المسلمين على هذه النقطه ما يأتي:

أ- أكل الربا والتعامل به جهاراً نهاراً:

ونشاهد الإعلانات والدعوات الكثيرة التي تدعو الناس إلى ذلك المنكر العظيم إضافة إلى عرض صور للفائزين في المشاركات الربوية، ولا يدرون إن هذا إيذان بحرب من الله ورسوله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فهل يبقى بعد ذلك كله وقار لله؟!

ب- المرأة المتبرجة

المرأة المتبرجة التي تظهر زينتها ومفاتنها للناس فتأثم وتؤثم غيرها، والعجب أنها تلبس العباءة أو ( الغطوة ) على رأسها وقت تقديم التعازي فقط!!، بل سمعنا عن فرق غنائية نسائية في بلاد المسلمين، وثالثة تقول بملء فيها: أنا بحمد الله أصلي وأتصدق واقرأ القرآن، ولكنني لن أترك الفن!! والمعلوم من نصوص القرآن أن كل عاص لله فهو جاهل وإن كان عالماً بالتحريم. كما قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ} [النساء: 17].

قال ابن عباس: "ذنب المؤمن جهل منه".

وقال قتادة: "أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كل شيء عصى الله به فهو جهالة عمداً كان أو غيره ومن الأحاديث العظيمة مما له تعلق بهذا الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم: «ضرب الله تعالى مثلا صراطا مستقيما، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس! ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعوجوا، وداع من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط الإسلام، والسوران حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط كتاب الله، والداعي من فوق واعظ الله في قلب كل مسلم» [صححه الألباني].


سلسلة العلامتين

رسالتي الي لســـــــــــــــــــــاني

♦♦ رسالتـى إلى لسانـى ♦♦




••••••••••••••








يا لسانى ... يا قِطعةٌ مِنِّى ...


أبعثُ إليكَ برسالة ،، فيا ليتك تعيها ،، و تفهمها جيداً ،، فانتبه لكلامى ..


يا لسانى ... أنتَ سببُ سعادتى و هنائى ،، أو سببُ تعاستى و شقائى ..


فماذا ترضى لى ... ؟ !


أترضى لى الذنوبَ و الآثام و العذاب ،، أم ترضى لى الحسناتِ و الثواب .. ؟ !


أترضى لى الخـيرَ أم الشـر .. ؟ !


أترضى لى الجنةَ أم النار .. ؟ !


يا لسانى ... اعلم أَنِّى مُحَاسَبَةٌ على كُلِّ كلمةٍ تنطقُ بها .. فلا تقل إلا خيراً ، فإنك فى الآخرة ستشهدُ لى أو عَلَىّ ..


أَمَا علمتَ قولَ النبى صلى الله عليه و سلم :
(( و هل يَكُبَّ الناسَ فى النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم ))
[رواه الترمذى و قال : حديثٌ حَسَنٌ صحيح] .



و أنتَ تعلم أَنِّى لا أُطيقُ النار ،، أنا أضعف من ذلك بكثير ... !


يا لسانى ... أَمَا علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه و تعالى :
(( مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))
[ ق : 18 ] .



فلا تتكلم إلا بما فيه مَصلحة .


يا لسانى ... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ و عَلا نهاك عن الغِيبة فقال :
(( و لا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً )) [الحجرات :12] .



يا لسانى ... لا تَنِمّ ،، فانميمة مُحَرَّمَة ، و قد قال رسولُنا صلى الله عليه و سلم :
(( لا يدخل الجنةَ نَمَّام )) [متفقٌ عليه] .



يا لسانى ... لا تكن كَذَّاباً ، فقد قال نبيك صلى الله عليه و سلم :
(( و إنَّ الكذبَ يهدى إلى الفجور ، و إنَّ الفجورَ يهدى إلى النار ، و إنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ عند الله كَذَّاباً )) [متفقٌ عليه] .



أيَسُـرُّكَ أنْ أُكتَبَ عند الله كَذَّابَة ...

لاااااااا

فاحذر الكذب ، و تحرَّى الصِّدق ، و اجعله شعارك مهما كَلَّفَك ذلك و مهما كَلَّفَنى .

لا تقل إلا حقاً ،، و لا تنطق إلا صِدقاً .


يا لسانى ... إياكِ و شهادة الزُّور ، فقد قال رَبُّكَ سبحانه :
(( و اجتنبوا قَوْلَ الزُّور )) [الحج : 30] .



و أثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال :
(( وَ الَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ )) [الفرقان : 72] .



و عن أبى بَكْرَة - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم :
(( ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟ )) قلنا : بلى يا رسولَ الله ، قال : (( الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين )) و كان مُتكئاً فجلس ، فقال : (( ألا و قول الزُّور ، و شهادة الزُّور )) فما زال يُكَرِّرها حتى قلنا : ليته سكت . [متفقٌ عليه] .



فاحذر يا لسانى أن تشهدَ زُوراً ، فإنَّ ذلك يُغضِبُ رَبِّى عليك ،، و أنتَ جُزءٌ مِنِّى .


يا لسانى ... إيَّاكِ أن تلعنَ أو تَسُب ، فالمؤمن ليس بلعَّان كما أخبر بذلك النبىُّ صلى الله عليه و سلم فى قوله : (( ليس المؤمن بالطَّعَّان ، و لا اللعَّان ، و لا الفاحِش ، و لا البذئ )) [رواه الترمذى و قال : حديثٌ حَسَن] .



فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، و لا تلعن حيواناً و لا طيراً و لا غيره .


طَهِّر نفسك من اللعن ..


و لا تَسُبّ ميتاً ، فقد نهاك نبيك صلى الله عليه و سلم عن سَبِّ الأموات فقال :
(( لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدَّموا )) [رواه البخارى] .



يا لسانى ... لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من المعاصى و الذنوب ، بل ادعُ له بالهِداية .


يا لسانى ... احفظ نفسك ، و لا تنطق إلا خيراً ، فإنْ لم تجد ما تنطق به فالصمتُ أولى و أحسن فى حقك ، و قد قال نبينا صلى الله عليه و سلم :
(( مَن كان يُؤمنُ بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت )) [متفقٌ عليه] .



أَمَا سمعتَ لقول الصحابىِّ الجليل عبدالله بن مسعودٍ رضى الله عنه :
{ و اللهِ الذى لا إله إلا هو ليس شئٌ أحوج إلى طُول سِجنٍ من لسانى } .


و كان يقول : { يا لسان ، قُل خيراً تغنم ، و اسكت عن شَرٍّ تسلم ، مِن قبل أن تندم } .


و صدق و اللهِ فى كلامه ... صدق ... فيا لسانى انتبه لقوله ، و خُذ به ، و اعمل بمضمونه .


يا لسانى ... إنى أخشى عليك النار ،، و أخافُ من غضب الجَبَّار ،، و أريدُ لك النعيم ،، و أخشى عليك العذابَ الأليم .


يا لسانى ... اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ شَـر ،، و عدم النُّطق بما يَضُـر .


اعزِم على النُّطق بما فيه الخيرُ و المَصلحة ، و الصمت عَمَّا فيه مَفسدَة .


إيَّاك أنْ تتأثر بِمَن حَولك .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثر بالمُغتابين و النَّمَّامين .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات ، و لا يُراعون الحُرُمات .. !


إيَّاكَ أنْ تتأثر بالأَفَّاكين .. !


أو تنضم لفِئة الكَذَّابين .. !


يا لسانى ... احفظ نفسك و احفظنى ... و لا تُهمِل رِسالتى فتُهلكنى .


يا لسانى ... إِنِّى أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لى يقودنى إلى الخير ، و يأخذ بيدى للجنة ، و يسعى جاهداً فى صلاحى .


يا لسانى ... أكثِر مِن ذِكر الله ، فهو واللهِ مَنجاة ..


حافِظ على الأذكار بالليل و النهار ...


فإنِّى آمَلُ فيكَ الخير ، و إنكَ لراغبٌ فيه .


فابدأ مِن الآن ،، و تُبْ ،، و قُـل :


أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .

وضعت الكاميرافي بيتها ،فماذا حدث لها؟




قالت ...........



خطرت على بالي فكرة غريبة .. وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي ..!!



إذ أردت أن أسجل يوما عاديا في ح ــياتي ..



.. فلماذا لا أرى نفسي بعــين الآخرين ..!!




.. قمت فعلا بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل ..



حتى تسجل كل حركة وكل سكنة بوضوح ..







ولكن شعرت برهبة شديدة من هذه التجربة ..!!



ولم أدري منبع هذا الخوف..!!!



.. هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي ..!!؟



.. مرت الدقائق بصعوبة شديدة .وسرحت بتفكيري متخيلة أحداث اليوم ..



وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظة ..



لم أكن أنا الوحيدة المتشوقة لرؤية هذه التجربة ..!!



بل إن مجموعه كبيرة من الصديقات



يتشوقن لرؤية هذهـ التجربة ..وكأنهن يتشوقن لرؤيه فيلم سينمائي من نوع خاص


..لم يكتب له السيناريو سواي .. ولم يخرجه غيري ..!!!



ولكن ترى من سيشاركني في بطوله هذا الفيلم ..!!



ثم قلت في نفسي : ما الجديد في الآمر؟ أنه يوم مثل أي يوم، يجب أن أتصرف بتلقائية ..!!



وأحاول أن أتناسى الكاميرات..!!



وبدأت أشعر أن هذه الكاميرات تشعر بما أفكر به ..



وكانها تنظر إلي وتتحداني ..!!



بل وتبتسم في سخرية : قائلة :



سأتعرف على كل مايخصك .. سأقتحم حياتك ،سأكون شاهدة

على أقوالك وأفعالك ...

كدت أجن من تلك الفكرة ..

وهدأت نفسي قائلة : هذهـ الكاميرا..!!

ماهي الا جماد لايحس و لايشعر.!!...فلماذا كل هذهـ الرهبة

والخوف منها ..!!













/







تحدثت مع صديقتي بالجوال لم أستطع الحديث



وأغلقت الهاتف سريعا ..!!







كنت دائما أتحدث بالساعات في الهاتف .. الحديث عن تلك .



. وماذا فعلت تلك ..!! والآن لا أستطيع ..!!!!







/



\







/



\







وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق ،



والساعات تلو الساعات .


.وكلما فكرت في فعل شيء لا أحب أن يراه ا لناس تراجعت .


..فالكاميرات تسجل وتصور ..!!










أحسست بخوف يملؤني ، أحتاج لأحد ألجأ اليه ..!!!



/



/







ذهبت لا إراديا لأتوضأ وأصلي .. وأبكي بين يدي الله



..وكأنني أصلي لأول مرة ..!!







نعم لأول مرة في حياتي أستشعر معية الله ...!!



بعدها ..!!



لم أعد أخشى من تلك الكاميرات ..بل أحببتها جدا .



.لانها أحدثت تحولا كبيرا في حياتي ..ونظرت إليها في امتنان


..وكأنني أقول لها : شكرا ..










والأغرب أنني بعد فترة لم أعد أِهتم بها ..!!



ولم تعد تلك الكاميرات هي الرقيب علي. وإنما أعظم منها .



.وهو شعوري بمعية الله الذي لايغفل ولاينام ..!!







فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي



فما الذي يجعلني أخاف ..!!







أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله ..!!



أأخشى الناس ولاأخشى الله ...!



حينئذ تذكرت مقولة:



..( لاتجعل الله أهون الناظرين إليك ) ...



قمت وأغلقت الكاميرات .فلم أعد في حاجة اليها .ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي ..فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي ..



والآن ..



أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: ((ماأحلى معية الله))



ولكن ماهذا الصوت ..؟؟



لقد سمعت هذا الصوت كثيرا ..إنه صوت ضميري ..!!



خطرت لي فكرة أكثر غرابة ..



ماذا سيحدث لو ظل كل منا تحت رقابة القمر الصناعي يوما كاملا ..


كيف سيتصرف..؟



الناس ستراك الآن .. ماذا ستفعل ..!!



يا إلهي.. .. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير ,,, فما بالك



بالقمر الصناعي ..والعالم كله يراك ..!!







هل تعصي الله ..!!



هل تحب أن يراك أحد على معصية ..!!







بالطبع ستكون أجابتك : لا



والآن ..



أطرح سؤال :



هل تجد في الدنيا ماهو أعظم من رضا الله ...!!!



إذاً لا تجـــ ع ــل الله أهون الناظرين إليك ..!!!



اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك


الإحسان :أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه
فإنه يراك.
من وجد الله فماذا فقد
ومن فقد الله فماذا وجد

لمّا أنَّ قلبي...وتَصدع جداره !!! قصة قلب كان حياً


لمّا أنَّ قلبي...وتَصدع جداره !!!
قصة قلب كان حياً









يا رَبِّ: إنَّ لكلِّ جُرحٍ ساحلاً
..

وأنا جراحاتي بغيرِ سواحِل
..!

كُلُّ المنافي لا تُبدِّدُ وَحشَتي
..

مادامَ منفايَ الكبيرُ.. بداخلي








يا قلبي ما دهاك؟؟



!!



أين أنينك؟؟


!!

أين حرقتك ع تفريطك؟؟


!!


أين رقتك اذا سمعت آيات الله تُتلي؟؟

!!



أين ؟؟؟ وأيـن؟؟ وأين؟؟





تُــراكَ مــتْ؟؟




تُــراكَ كُـفِنتَ منذ أمدٍ بعيد؟؟





بربكَ خَبّرني؟؟




صارحني؟؟




لا تخفيني سِرك؟؟




فوالله اني عليكَ لحريصة...ولكَ لناصحة..ومن حالك هذا

لخـائفة





اللهمَّ اغفر تقصيري .. وتجاوز عن زللي وفَرط تفريطي..واقبلني بفضلك






هلا صدقتني لنستل الداء سويا ؟؟







اوما علمتَ حُرقتي وعذابي؟؟




أنسيتَ القيام؟؟ والصدقة؟؟وصلاة الضحي؟؟




أنسيتَ البر؟؟ والدعوة؟؟ وصنائع المعروف؟؟




أنسيتَ سلامة الصدر؟؟ والدعاء بظهر الغيب؟؟ وصيام النوافل؟





والله ان فؤادي ليتصدعُ ألمــاً ع حالك..وان جدرانه لتتزلزل حسرةً ع أمرك





أين دمعك الحار ؟؟لما لم تعد تسكبه ندما علي ما أسلفت,, وحسرةً علي ما اقترفت؟؟!!





قل لي...اصدقني...خبّرني




لا تدعني أتجرعُ غُصصَ الحيرة وحدي





فأنا الان تائهٌ حيران




أتخبط وسط دهاليز الضلال




وضاع من قدمي الطريق




ناشدتكَ الله



صــارحني..





أَ وقد نالَ الشيطان منك؟؟




أَ و مكّنَته منك ؟؟



أَ وقد فاز بك؟؟




أَوقعتَ فريسةً سهله وغنيمةً باردة في يديه ؟؟




آآآآآآآآآآآهٍ عليكَ..


واااحزنااااااااه


قد حِـيلَ بيني وبينك ولاتَ حين منـاص




واأسفاااااااه في وقتٍ لم يعد يُجدي فيه الندم



واحزناااااااااه علي قلبٍ قد مَرِضَ من شدةِ الألم





ألم المعاصي والذنوب

والتيه والضلال


والتفريط والافراط




آآآآآآآآهٍ علي قلبٍ


مات مِيتةَ الضائعين

ولطالما جَـدَّ واجتهد.. وشَـمّرَ عن ساعدِ الجد



لطالما جاء عليه الصبح وهو في محرابه يتعبد


وقد بات صائماً قائماً ولكتاب ربه تالياً







آآآآآآآهٍ علي قلبٍ


لطالما واصل عَتمة الليل البهيم بنور الصباح
مِـنْ أجل خدمة المسلمين ..



دعني أخبر الناس عنك

دعني علّكَ تستفق
علّك ترجع

عساكَ تعود





اخواااااااااااااااااني



او ما علمتم أن هذا القلب كان علي ثغرٍ من تُغور الاسلام


أيّ والذي نفسي بيده



كان يغفل عن الطعام والشراب بل ربما فاجأه أذان الفجر وهو مُبيّت نيته علي الصيام

ولا يتذكر حتي السحور فلا يلبث الا أن يأكل تمره أو يروي ظمأه بشربة ماء
لينال بركة السحور

وهو قائمٌ يقرأ ليتعلم.. ويستزيد ليسد حاجة المسلمين في بابه



أما الان... فيتعثر عليكَ أن تجده





آآآآآآآهٍ علي ذلكم القلب




الذي كان يبكي دماً كلما رأي مشهداً يُعجبُ الكفار ويشمتهم في حالنا


فيُسرع اليه راكبا الريح ليُغيره فإن لم يستطع بيده ولسانه

يبكي أشد البكاء حتي يرحمه قلبه من شدة انكاره به




فاذا نظرتَ اليه الان أسرعت لتغيره أنت وانّا لله!!







آآآآآآهٍ علي ذلكم القلب

الذي كان يستعيد حياته بالقران وقد حباه ربه صوتا طيباً لا تفتيء تسمعه مرةً الا وتحن لسماعه الاخري

وكان يُقيم الليل فتبكيه آية فلا يستطيع أن يتجاوزها




فاذا ما نظرتَ اليه الان بكيت ع حاله وإنّا لله !!




آآآآآآآهٍ علي ذلكم القلب

الذي كان يحملُ الحبَّ والخير وسلامة الصدر للمسلمين
كان يدعو لهم وقت السحر بظهر الغيب
وعند الفطر...وفي الأوقات المباركة ويتقرب الي الله بهذا الحب
ولطالما استغفر الله لهم ولا يهنيء براحة,, ولا تكتحل عينه بنومٍ الا بعدما يسامح كل مسلم ويعفو عمّن أساء له

وتَصَدَّقَ بعرضــه واخلي سبيل كل من ظلمه




فاذا نظرتَ اليوم الي حاله اندملَ قلبك حسرة والما



فقد ضاق صدره ..وحمل الخبيث والعفن





آآآآهٍ علي ذلكم القلب

الذي تاهت ملامحه..وانتكست فطرته

وتخدّرت أنــاته وأنينه..وفَـقَـدَ الحيـاة

وهو الان راقدٌ علي سرير الموت..يعتصر ألما



ويتجرج غصص السكرات




يا قلبي ..بربك افق





ألا تذكر صيام الهواجر..وقيام الليالي

وصدقات السـر..وبكاء العين

واستغفار السحر...وجلسات الضحي




آآآآآآآآآآه




يــا زلــةً ذهبـتْ ..

في الصحفِ قدْ كُـتبتْ .
يــا حــسرةً بقيــتْ..
في القلبِ تُــحرقنــي.







الله أكــبر

دُبّــت الروح في قلبي



ها هو ذا



أشعر أنه يتحرك



أي نعم.. اختل توازنه



ها هو يقوم ثم ينام



ها هو بدأ يستعيد شريط الطاعات


ها هو يطمطم بكلام غير مفهوم



اتضح ما يقول


الحمد لله..الذي أحياني بعدما ما أمــاتني



بلي يااااارب




الله أكبر تُري ماذا يقول؟؟


ماذا يقصد؟؟؟



أسمعُ همسـاً



بدأتُ أفهم



الله أكـــــبر



وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى



الله أكبر



ها هو يبكي



ها هو يحضن الارض بسجدة طوييييييييلة



يبكي..يبكي..يجهش بالبكاء



الله أكبر



يعترف...يستغفر..يتذلل


الحمد لله





فالي كل من غفل قلبه..واستشعر بالثقل



سلو الله أن يُجدد الايمان في قلوبكم

وتابعوا احوال قلوبكم من الفينة الي الاخري

فما سُـمّيَ القلبُ قلباً الا لكثرةِ تقلبه




ولو نظرنا لحال النبي(صلي الله عليه وسلم) أطهر البشر قلباً

لوجدناه كثيرا ما يدعو الله فيقول
اللهمَّ يا مقلب القلوبِ والابصار ثَـبّت قلوبنا علي طاعتك
وكان اذا حلف يقول
ومقلب القلوب....
ونحن أشد الناس حاجة لهذا الدعاء

فاللهمَّ يا مقلب القلوبِ والابصار ثَـبّت قلوبنا علي طاعتك



فوالله ما ندري كيف ستكون حال قلوبنا



فالله الله.... في قلوبكم


استوصوا بها خيراً...راعوها.. لا تهملوها يارحمكم الله



ولنبدأ من الان لاسيما ونحن نستعد لشهر رمضان المبارك بلغنا الله جميعا هذا الشهر





والله ان القلب ليتصدعُ ألمــاً ع حالي..وان جدرانه لتتزلزل حسرةً ع أمري



أين أنــا من السلف الذين كانوا يستعدون له قبل ان يَهـلَّ عليهم ب6أشهـــر؟؟




ولعلَّ المفرطُ فينا لا يستعد أصلا بل تجده يفجـأ بهلال الشهر المبارك وانّا لله !!!





اللهمَّ اغفر تقصيرنا..وتجاوز عن زللنا وفَرط تفريطنا..واقبلنا بفضلك..وبلغنا رمضان





أشهدكم والله بالتوبة فاللهمَّ بلغني صدقها





أصلحَ الله قلبي وقلوبكم..





اللهمَّ ائتِ بقلوبنا إليك..واشفِ سقمها..وأنزل عليها السكينة





اللهمَّ سَلمنا لرمضان..وسَتلمنا لرمضان..وتسلمه منا متقبلاً يا أرحم الراحمين



فاستعينوا بالله علي احياء قلوبكم..اروا ظمأها بالقران
واغسلوا نجستها بسلامة الصدر
واعفوا واصفحوا وتحابوا وتلاينوا
ألا تُحبــون أن يَـغفر اللهُ لكم
؟؟؟؟

انصحنى ولا تفضحنى !!!



بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن للنصيحة في ديننا مكانة سامية ومنزلة عالية، كيف لا وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مفهوم النصيحة مساوياً للدين كله فقال: "الدين النصيحة".

إن النصيحة تنطلق أساساً من حُب الناصح لمن حوله وشفقته عليهم ورغبته في إيصال الخير إليهم ودفع الشر والمكروه عنهم، ولهذا قال ابن الأثير: النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي: إرادة الخير للمنصوح له.
وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على أصحابه ببذل النصح للمسلمين، قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: "بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم".

ومن كان باذلاً للنصيحة راغباً في إيصال الخير إلى الناس فهو من خلفاء الله في الأرض كما قال الحسن رحمه الله: ما زال لله تعالى نصحاء، ينصحون لله في عباده، وينصحون لعباد الله في حق الله، ويعملون لله تعالى في الأرض بالنصيحة، أولئك خلفاء الله في الأرض.
والمقصود بخلفاء الله في الأرض هنا اي المنفذون لأوامر الله



النصيحة لمن؟

تكون النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم،
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: النصيحة لله وصفه بما هو له أهل، والخضوع له ظاهرا وباطناً، والرغبة في محابه بفعل طاعته، والرهبة من مساخطه بترك معصيته، والجهاد في رد العاصين إليه. والنصيحة لكتاب الله تعلّمه، وتعليمه، وإقامة حروفه في التلاوة، وتحريرها في الكتابة، وتفهم معانيه، وحفظ حدوده، والعمل بما فيه، وذب تحريف المبطلين عنه، والنصيحة لرسوله تعظيمه، ونصره حياً وميتاً، وإحياء سنته بتعلمها وتعليمها، والاقتداء به في أقواله وأفعاله، ومحبته ومحبة أتباعه، والنصيحة لأئمة المسلمين إعانتهم على ما حمُلوا القيام به، وتنبيههم عند الغفلة، وسد خلتهم عند الهفوة، وجمع الكلمة عليهم، ورد القلوب النافرة إليهم، ومن أعظم نصيحتهم دفعهم عن الظلم بالتي هي أحسن. ومن جملة أئمة المسلمين أئمة الاجتهاد، وتقع النصيحة لهم ببث علومهم، ونشر مناقبهم، وتحسين الظن بهم، والنصيحة لعامة المسلمين الشفقة عليهم، والسعي فيما يعود نفعه عليهم، وتعليمهم ما ينفعهم، وكف وجوه الأذى عنهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

وقال عبد الرحمن بن ناصر السعدي: النصيحة لله ورسوله تكون بصدق الإيمان، وإخلاص النية في الجهاد والعزم عليه عند القدرة، وفعل المستطاع من الحث والترغيب والتشجيع للمسلمين عليه.

وأول النصح أن ينصح الإنسان نفسه، فمن غش نفسه فقلما ينصح غيره.

الرسل أحرص الناس على نصح أقوامهم:

لقد اجتهد الرسل أشد الاجتهاد في دعوة قومهم وحرصوا أشد الحرص على هدايتهم، ولم يدخروا جهداً في نصيحتهم، فهذا نبي الله نوح عليه السلام يقول لقومه: (ولكني رسول من رب العالمين . أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم).

وقد سار على طريقة نوح في بذل النصيحة من جاء بعده من الرسل، فهذا هود يقول لقومه: (وأنا لكم ناصح أمين).وقالها صالح: (ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين)، وقال شعيب: (يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم).وقد شهد الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم أنه بلغ رسالة ربه ونصح لقومه، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ـ يعني لأصحابه ـ: "وأنتم مسئولون عني، فما أنتم قائلون؟" قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت.






النصيحة حق المسلم على أخيه
:عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذل النصيحة للمسلمين من أعظم الحقوق حيث قال: "حق المسلم على المسلم ست" وذكر منها: "وإذ استنصحك فانصح له". وقال صلى الله عليه وسلم: "وإذا استشار أحدكم أخاه فلينصحه". وقد ضاعف الله أجر الناصح الأمين الذي يرجو بنصيحته خير المسلمين، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا نصح العبد لسيده وأحسن عبادة الله فله أجره مرتين". وهو مِن أول مَن يدخلون الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرض عليّ أول ثلاثة يدخلون الجنة: شهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح لمواليه".









خلاصة القول

: ان لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنه فهو خير ناصح وخير داعيه وقد كان يوصي باللين حيث قال فيما معناه :-

ماكان اللين في شيء الا زانه
وماانتزع من شيىء الا شانه


وقد تأسى به التابعين ومنهم الأمام الشافعي رحمه الله :

تعمدنى بنصحك فى انفـرادى وجنبنى النصيحة فى الجماعه
فان النصح بين الناس نـوع من التوبيخ لا ارض استماعه
وان خالفتنى وعصيت قولـى فلا تجزع اذا لم تعط طاعـه

هناك حكمة تقول

( طوبى لمن أهدى إلي عيوبي )

باقة ورد أهديها لكل من بحث عن الجديد ليكون سعيدا بما يقدمه ليسعدبه الآخرين ..
هنالك مهارات وأساليب يجب أن يلم بها من يتصدى لنصح الأخرين وإرشادهم ..
وذلك بغية الوصول للهدف المنشود ،،



أولها

النصيحة بالسر
فالإنسان بطبعه يكره التشهير ويعتبر النصيحة أمام الناس فضيحة ..
لهذا يحاول الدفاع عن نفسه ..
ولقد حث الشرع على النصيحة بالسر ..
(المؤمن يستر والفاجر يهتك) ..
لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ ..
وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الأخرين ..
الإسرار بالنصيحة وعدم التشهير والحرص على الستر، فالنصيحة أمام الناس توبيخ وتقريع لا يقبله الناس، قال مسعر بن كدام رحمه الله: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سر بيني وبينه، فإن النصيحة في الملأ تقريع. وقال الشافعي رحمه الله:

تعهدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعه

فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لا أرض استماعه

فإن خالفتني وعصيت قولي فلا تغضب إذا لم تُعط طاعه






ثانيها

إستخدام أسلوب الحكمة
وعدم التسرع في الحكم ومزج العنف باللين كي ينتج اسلوب متقبل...وأعطاء المنصوح فرصه للدفاع عن النفس وايضاح وجهة النظر




ثالثها

إنتقاء الأسلوب
الأسلوب الأمثل في العرض ومحاولة الترغيب والترهيب والثناء الشرعي بما فيه ..
ومحاولة ضرب الأمثلة الماضية والحاضرة .




رابعها

التلميح دون تصريح

أحياناً يكون التلميح بالنصيحة أفضل من التصريح ..
أي محاولة النصح بطريقة غير مباشرة ..
كما يفضل البعد عن النقد المباشر وأسلوب الأمر ..
فهذا أدعى للقبول .



خامسها

الكلمة الطيبة
للكلمة الطيبة والإبتسامة سر لقبول النصيحة..
فكلمة لينة رقيقة و إبتسامة ساحرة هي خير
ولها وقع لا يضاهيها شيء على النفس .

الرفق في النصح والبعد عن العنف واللوم كما في الحديث: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه".

أما المنصوح فالواجب عليه الإصغاء إلى النصيحة والعمل بخيرها، والتخلص من حظوظ النفس، فقد كان السلف يعتبرون النصيحة نوعا من الهدية يقدمها الناصح لهم، كما قال عمر رضي الله عنه: رحم الله امرءاً أهدى إليّ عيوبي. ولا يحملنه شدة الناصح على عدم الانتفاع بالنصيحة.







..تنبيه..



... مع الاسف الشديد بعض الناس اتخذ النصيحه فرصه لابراز عضلاته ومهارته بالباطل امام الجميع...فيجب البعد عن ذالك لانه خصله من النفاق ومدعاة للظلم والافتراء... والاقتداء برسولنا صلواة الله عليه وسلامه الافضل يكون بكل شي فالمؤمن الحقيقي هو من يحب الاقتداء بكل ماورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وليس كما يحلوا له...



اياك وأن تنصح أخاك فى ملأ من الناس لأن النصيحه على الملأ فضيحه


مقتبس

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

التزامي أين أنت ... ؟!


إلتزامـــــي !!! أيـــنَ أنـــتْ ؟!!!








أين أنت .. ؟!




هل تسمعني .. ؟




أناديكَ بأعلى صوتي . أطلبُ منكَ أن تعودَ .. وتعودَ بسرعة ..




يا من أحنُّ لقربِـهِ مني .. وآسَى لفَقدِه ..




أناديكَ لأخبركَ عن حالي بعدك ، وما صارت إليهِ بعدَ رشاد !




أناديكَ لأذَكِّركَ وأُسلِّي نفسي بتلكَ الذِكرَى .




فإن كنتَ تسمعُ فأجِب ولا تتأخر ! فالهمومُ تعصفُ بي مُـذْ بَعُدْتَ عَنِّـي .




فلقد ضعتُ في نفسي وَحِرْتُ معها وقادتني إلى المهالكِ بدلاً من أن أقودَها إلى الخير .




أناديكَ لأُطلعكَ فترى بنفسكَ ما حدثَ لي .





أناديك لأذكِّرُكَ وأقولُ لك :




هل تذكُـــــر ؟!!!




هل تذكُـرُ ذاكَ التبكيرِ إلى الصلاةِ والمسابقةِ على الصفِ الأول ؟!




بل ومسابقتي للمؤذِّنِ لأدخلَ قبلهُ إلى المسجد ؟!




هل تذكـرُ ذلكَ الحرص ؟!




صارَ تخلُّفَـاً وتضييعاً !




نعم ، أصبحتُ من الذينَ تمرُّ عليهمُ الأيامَ والأسابيعَ ولم يدركوا تكبيرةَ الإحرام !




ولا أُخفيك إن قلتُ لكَ إنهُ لا يمرُّ يومٌ إلا وأصلِّي صلاةً أو صلاتينِ في البيتِ



لفواتهما عليَّ جماعةً في المسجد !!!





هل تذكــــر ؟




هل تذكرُ محافظتي على السننِ الرواتِب ؟




تلكَ السننُ التي دائماً ما كنتُ أردِّدُ ذلكَ الحديثِ العظيمِ الذي يبينُ فضلها وعظمَ ثوابها .




وهو أنَّ اللهَ يبني - لمن صلَّى في اليوم ثنتي عشرة ركعةً - بيتاً في الجنة .




صدِّقني أنها ذهبت وأصبحت عليَّ أثقلُ من الجبال !!!




بل حتَّى الخشوعُ في الصلاةِ عامةً لا أجدُ لهُ طعماً ، ولا أجدُ لهُ مكاناً في قلبي .




وأصبحَ همِّي في الصلاةِ متى ينتهي الإمامُ منها ، ومتى أخرجُ من المسجد ؟!!!




حتى الذِّكرَ بعدَ تلكَ الصلواتِ ذابَ معَ تضييعها وإهمالها .. !






هل تذكــــر .. ؟




هل تذكرُ تلكَ السجداتِ التي أختلي بها في ظلمةِ الليل .. ؟




والتي كنتُ معكَ منتظماً في آدائها وعدمِ تركها مهما كانتِ الأحوال ؟




أقسمُ لكَ أنني أفتقدها منذُ زمن .. أفتقدُها وأجدُ صعوبةً شديدةً في العودِ إليها .. !!




بل لا أجدُ في نفسي أيَّ إقبالٍ عليها .. !






هل تذكــــر .. ؟




هل تذكرُ أُنسي بكتابِ اللهِ في كلِّ وقت .. ؟




والذي كنتُ أحفظُ الكثيرَ منهُ خاصةً بعد صلاةِ العصر .. ؟




يومَ أن كنتُ لا أخرجُ من المسجدِ إلا بعدَ القراءةِ والحفظِ والمراجعة .. !




لقد ابتعدتُ عنهُ أميالاً وضاعَ الكثيرُ مما كنتُ أحفظُ منه .. !




وأصبحت تمرُّ الأيام والأسابيع وأناْ لم أقرأ في كتابِ اللهِ آية .. !






هل تذكــــر .. ؟




هل تذكر أيها البعيدُ يومَ أن كنتُ أسيرُ وأنا مطأطأ الرأسِ خشيةَ أن يقعَ بصري على شيءٍ محرم ..


أتذكرُ ذلك .. ؟!







لقد ذهبت تلكَ الخشية .. !




وأصبحتُ أقلِّبُ بصري في المحرماتِ وأصرُّ على ذلك !!




دونَ أن أجدَ في نفسي ألماً أو مجردَ إحساسٍ بالألم .. !





هل تذكــــر .. ؟




هل تذكر تمعُّرُ وجهي عندَ رؤيةِ المنكرِ .. وسعيي من أجلِ إنكاره .. ؟




ذهبَ ذلكَ الإنكارُ وأصبحتُ لا أفرِّقُ أحياناً بين المنكرِ والمعروف .. !!




ولا أخفيكَ إن قلتُ لكَ أنني قد أجلسُ في المجالسِ التي تعجُّ ببعضِ المنكرات .. !






إلتزامـــي الحبيب !!!




لمَ تركتني هكذا لوحدي .. ؟!!!




لمَ ابتعدتَ عني ؟ أقسمُ لكَ أنني أشعرُ بخوفٍ وقلق !




ولا آمنُ على نفسي منَ الوقوعِ في المعصية ..




حتى السمعَ والكلامَ اللذينِ كنتُ أنعمُ معك بحفظهما منَ الخطأِ ، امتلأَ كلٌّ منهما بالمعصية .. !




لدرجةِ أنهُ أصبحَ من الطبيعي عندي أن أجلسَ في مكانٍ عامرٍ بالغيبةِ والنميمة .. !






إلتزامــــي !!!!





هل بالإمكانِ أن تعودَ إلَـيّ .. ؟!!




هل بالإمكانِ أن تساهمَ في دعوتي إلى الخيرِ وعودة ما فقدتُ بسببِ بعدكَ



من لذةِ العبادةِ والأنسِ بالله .. ؟!




هل بالإمكانِ أن تعينني على نفسي المقصرة .. ؟




ناشدتُكَ اللهَ إلّا عدت .. !!!






عُد ليعودَ إليَّ خُشوعي وأُنسي بخَلوتي بربِّـي ..


عُد لنتعاونُ أناْ وأنتَ على الطاعةِ وهجرِ المعصية ..




عُد ليعودَ إليَّ حِفظي لبَصَري وسمعي وجوارحي عنِ المحرمات ..




عُد فمرارةُ فقدكَ أفسدت عليَّ طعمَ الحياة ..




عُد قبلَ أن يحولَ بيني وبينكَ الموت ..




عُد فقد جرَّبتُ نفسي بدونكَ فوجدتُ نفسي أسبحُ في متاهاتِ الضلال .. !!!




عُد فصنوفُ الشرِّ والفسادِ تبرقُ لي في كلِّ مكان .. !!!





أيها الحبيبُ الغائب ..


أتعلمُ ماذا أخاف ؟




أخافُ أن تكونَ ضيَّعتَ الطريقَ إليّ ..




حينها أعضُّ على أصابِعِ الندمِ وأقطعُ كلَّ شيءٍ في هذهِ الحياةِ إلَّا بالله



الذي يحيي الأرضَ بعد موتها .. ويبعثُ لها الحياةَ من جديد ..




أخشى أن يرفضَ قلبي استقبالكَ من جديدٍ بسببِ بعدهِ عن اللهِ وعن مواطنِ الخير .. !!!





قاتلَ اللهُ النتْ ! كم فرَّقَت بيني وبينك .. ؟




كم سلبت عقلي وجوارحي عنك .. ؟




كم أنستني العلاقة الوثيقة التي كانت بيني وبينك ؟




قاتل اللهُ النتْ ! فلم أشعر بنفسي إلا وأنا بلا التزام !!




لم أشعر بنفسي إلا وأنا بعيداً عن أسبابِ الخير !!




قاتل اللهُ النتْ ! فكم قَسَى قلبي بسببِها وكم ضعُفتُ أمامها وأمام مغرياتها ؟!




قاتل اللهُ النتْ ! فكم أخذت وقتي واحتلت أكبرَ مساحةٍ من فراغي .. !






إلتزامـــــي ..!!!




صدِّقني أنني أذكرُ ذلكَ الكلام الذي قلتَ لي فيهِ - عندما دخلتُ النت -



أنتَ لن تصمدَ أمامها ..




أذكرُ تلكَ الكلمة ولازالَ صداها يتردد ..




لكن مع الأسف كنتُ أظنُّ نفسي أقوى من تحدياتها ، فما لبثتُ أن فشلتُ أمامها .. !!!




ورسبتُ في امتحانِ الصمود .. !




كنتُ أعتقدُ أنني بلغتُ درجةَ التأثيرِ في الغيرِ دون التأثر في النفس ..




لكن مع الأسف خاب اعتقادي .. !




ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله ..!




فمن يساعدُ مكلوماً فقدَ عزيزاً على قلبهِ اسمهُ الإلتزام ؟!!!




من يدلُّني على الطريقِ إلى هذا الإلتزامِ إن أبى أن يعود !






اللَّهمَ يا من جمعتَ يوسفَ بيعقوب ،



اجمعني وكلِّ مسلمٍ بالتزامهِ وأصلح ما فسدَ من قلوبنا وسددنا في القولِ والعمل .

شروط المزاح الشرعي

ما هي شروط المزاح الشرعي ؟.

الحمد لله

للمزاح الشرعي شروط وهي : 1- لا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين :

فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون – لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65-66 ، قال ابن تيمية رحمه الله : ( الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه )

وكذلك الاستهزاء ببعض السنن ، ومما انتشر كالاستهزاء باللحية أو الحجاب ، أو بتقصير الثوب أو غيرها .

قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين في المجموع الثمين 1/63 : فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه لا باستهزاء بإضحاك ، ولا بسخرية ، فإن فعل فإنه كافر ، لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله وكتبه وشرعه ، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع ، لأن هذا من النفاق ، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية من الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته ، والله ولي التوفيق .

2- لا يكون المزاح إلا صدقاً :

قال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يُحدث فيكذب ليُضحك به القوم ويل له ) رواه أبو داود .

وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا ) رواه أحمد

3- عدم الترويع :

خاصة ممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد أو يستغلون الظلام وضعف الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف ، عن أبي ليلى قال : ( حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع ، فقال رسول الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) رواه أبو داود .

4- الاستهزاء والغمز واللمز :

الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم وبعض ضعاف النفوس – أهل الاستهزاء والغمز واللمز – قد يجدون شخصاً يكون لهم سُلماً للإضحاك والتندر – والعياذ بالله – وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) الحجرات/11 ، قال ابن كثير في تفسيره : ( المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ، ويعد من صفات المنافقين )

والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشى على المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي .

وحذر صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء ، لأن ذلك طريق العداوة والبغضاء قال صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .

5-أن لا يكون المزاح كثيراً :

فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم ، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين ، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس .

قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : " اتقوا المزاح ، فإنه حمقة تورث الضغينة "

قال الإمام النووي رحمه الله : " المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه ، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ، ويشغل عن ذكر الله تعالى : ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ، ويورث الأحقاد ، ويسقط المهابة والوقار ، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .

7- معرفة مقدار الناس :

فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار ، فللعالم حق ، وللكبير تقديره ، وللشيخ توقيره ، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يُعرف .

وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز : ( اتقوا المزاح ، فإنه يذهب المروءة ) .

وقال سعد بن أبي وقاص : " اقتصر في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء ، ويجرّئ عليك السفهاء "

7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام :

قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) صحيح الجامع 7312

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استُخف به ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) .

فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ عليك الطفل والدنس النذلا

ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلاً



8- ألا يكون فيه غيبة

وهذا مرض خبيث ، ويزين لدى البعض أنه يحكي ويقال بطريقة المزاح ، وإلا فإنه داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكرك أخاك بما يكره ) رواه مسلم .

9- اختيار الأوقات المناسبة للمزاح :

كأن تكون في رحلة برية ، أو في حفل سمر ، أو عند ملاقاة صديق ، تتبسط معه بنكتة لطيفة ، أو طرفة عجيبة ، أو مزحة خفيفة ، لتدخل المودة على قلبه والسرور على نفسه ، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية ويغضب أحد الزوجين ، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيد المياه إلى مجاريها .

أيها المسلم :

قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله : المزاح هجنة أي مستنكر ! فأجابه قائلاً : " بل هو سنة ، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه "

والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السأم من حياتها ، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمزاح فأصبح ديدنها وشغل مجالسها وسمرها ، فتضيع الأوقات ، وتفنى الأعمار ، وتمتلئ الصحف بالهزل واللعب .

قال صلى الله عليه وسلم : ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) قال في فتح الباري : ( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة )

وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز وجل بجد وثبات ، ممن يتأسون بالأخيار والصالحين ، قال بلال بن سعد : ( أدركتهم يشتدون بين الأغراض ، ويضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كان الليل كانوا رهباناً )

وسُئل ابن عمر رضي الله عنهما : " هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون "

قال : نعم ، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال .

فعليك بأمثال هؤلاء فرسان النهار ، رهبان الليل .

جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ، ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم : ( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كيف تصنعين طفلاً يحمل هم الإسلام؟




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعد تربية الأطفال وإعدادهم إيمانياً وسلوكياً من القضايا الكبرى التي تشغل حيز واهتمامات الأئمة المصلحين على كرّ الدهور ومر العصور, وإن الحاجة إليها في هذا العصر لهي أشد وأعظم مما مضى؛ نظراً لانفتاح المجتمعات الإسلامية اليوم على العالم الغربي حتى غدا العالم كله قرية كونية واحدة عبر ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات، مما أفرز واقعاً أليماً يشكل في الحقيقة أزمة خطيرة وتحدياً حقيقياً يواجه الأمة.

من هنا، كان هذا التحقيق الذي نسلط فيه الضوء على مشكلات الأطفال والعوامل التي تؤثر بشكل سلبي على سلوكهم وأخلاقهم. ثم أخيراً الخطوات العملية التي من شأنها أن تسهم بشكل فعال -بإذن الله- في صناعة طفل يحمل همّ الإسلام.

إذا أردنا أن نزرع نبتة، فإننا نقوم بغرس بذرتها الآن.. ونظل نسقيها ونعتني بها كل يوم، من أجل شيء واحد.. ألا وهو الحصول على ثمرة حلوة.. تلذّ لها أعيننا وتستمتع بها أنفسنا.

ولكن !! ماذا لو كان الهدف أسمى، والحلم أكبر، وأبناؤنا زهور حياتنا..

أين نحن من صناعة هدف غالٍ وعزيز لمستقبلهم ؟! أين الأم من رعاية فلذة كبدها بقلبها الرؤوم ليلاً ونهاراً، من أجل حلم فجر مشرق "ابن وابنة يحملان همَّ الدعوة بين جنباتهم البريئة"، يرفعان جميعاً راية الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة، قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33].

كم من أمٍ تحمل هذا الهدف؟ إن مستقبل أمة الإسلام أمانة تحملها كل أمٍ، كل مربٍ، وكل مسؤول عن فلذات الأكباد. لذا قمنا بإجراء تحقيق مع بعض الأمهات، وقد لمسنا فيه سرعة التجاوب معنا في كل أبوابه، وكأننا طرقنا باباً كان ولا شك عند كل أم مفتاحه.

أول سؤال وجهناه إليهن كان: هل أنت ممن يهتمون بتربية أبنائهم تربية صالحة؟

وكم أسعدنا مستوى الوعي الذي وجدناه، والذي تمثّل في مائة إجابة بنعم من بين مائة استبانة تم توزيعها على الأمهات بمختلف مستويات تعليمهن.

ولأن كل هدف عظيم لا بد فيه من عمل جاد ودؤوب لتحقيقه، سألناهن عن خطواتهن العملية التي اتبعنها لتحقيق هذا الأمل.

معظم الإجابات كانت متمثلة في حث الأبناء بكل جد على القيام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، مما يعكس مستوى الوعي الذي وصلت إليه الأمهات في الاهتمام بهذه الشعيرة المهمة، وكان الحرص على إلحاق الأبناء بدور التحفيظ له النصيب الأكبر في الاختيار بعد أداء الصلاة ثم الحرص الكبير على اختيار رفقة صالحة للأبناء ومعرفة رفقائهم.

التنشئة المبكرة

مريم محمد (48 سنة): "منذ صغر أبنائي وأنا أشجعهم على الانضمام إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، كما أتّبع معهم أسلوب معرفة الله سبحانه وتعالى وغرس محبته في أنفسهم، ودعائي لهم المستمر بالهداية. كما أشجعهم دائماً على طلب العلم الشرعي ليتقرّبوا من الله عز وجل بمعرفة أحكامه".

العبادة الشرعية منذ الصغر

أم صهيب (42 سنة): "أحرص على أداء الصلوات الخمس في وقتها، وبالنسبة للأولاد يبدؤون في تأدية الصلوات الخمس في المسجد من المرحلة الإبتدائية، وأحرص على الرفقة الصالحة لهم سواء داخل المدرسة أو خارجها، وبناتي ألبسهن الحجاب والعباءة على الرأس من سن مبكرة حتى يتعودن عليها بعد ذلك".

أم وصديقة!!

غادة (26 سنة)، تعمل إدارية: "أولاً: لا بد أن أكون صديقة لأبنائي قبل أن أكون أمهم كي أكسبهم ويكون لي تأثير بإذن الله عليهم.

ثانيًا: أبدأ بإصلاح نفسي؛ حتى لا يروا مني أي خطأ يهز ثقتهم بي، وحتى يكون لنصيحتي الصدى الأقوى عليهم، وأحببهم بأماكن الخير، وأجعلهم يتعاونون معي لنشر الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

تنافس شريف

أم عبد العزيز (30 سنة): "أحرص على تحقيق التنافس فيما بينهم في حفظ بعض السور والأدعية، وأشجعهم عندما يقومون بتصرف حسن ليستمروا عليه، واقتناء بعض الأشرطة التي تعلمهم الآداب الإسلامية وأشتري أقراص الكمبيوتر الهادفة، وأحكي لهم قصصاً هادفة مفيدة".

جلسة حوار

أم عبد الله (33 سنة): "أجلس مع أبنائي جلسات حوار بنّاء، وأتحدث معهم بكل واقعية ومصداقية عن كل الأمور التي لا يفهمونها، ولدينا أيضاً جلسات ممتعة على (النت) مع مواقع هادفة تحوي كل ما يهم الأطفال من الأسئلة والقصص".

أساعد أطفالي

أم محمد: "أزرع الوازع الديني في أطفالي، وأوضح لهم الحلال والحرام والجنة والنار، وأساعد أطفالي على اختيار الصديق المناسب لهم، ودائماً أستمع إليهم، وأوجههم بدون كلل أو ملل، وأخاطبهم بصوت هادئ ومنخفض ولا أستخدم العقاب الشديد عند الخطأ".

قدوتهم الرسول

زبيدة الصالح (38 سنة)، معلمة: "أربّي أبنائي على أذكار الصباح والمساء وأجعلهم يتّخذون الرسول قدوة لهم في جميع تصرفاتهم، وأهذّب من سلوكهم سواء داخل المنزل أو خارجه، وأخيراً أشتري لهم القصص والأشرطة الدينية الهادفة".

التربية الصالحة أساس تأسيس طفل يحمل هم الإسلام، ولكن كيف نغرس في أبنائنا حب الدعوة إلى الله؟

أجابت عن سؤالنا الأستاذة فاطمة السابر -رعاها الله-:

"جميل أن نغرس حب الدعوة في عروق أبنائنا منذ الصغر، فالدعوة ثمرة من ثمار العلم، والأجمل من ذلك أن نحلّق مع أبنائنا ليكونوا دعاة إلى الله يدعون أنفسهم ويدعون الآخرين. وهذه همسات بسيطة لمن تهفو نفسها لأن ترى أبناءها دعاة صالحين:

1ـ ليكن لديك اهتمام بالتغذية الفكرية الصائبة؛ فالدعوة بلا علم دعوة بلا رصيد، فلا بد أن نغذي الطفل برصيد من المعلومات بقدر ما يحتاجه لكي يثبت في كل خطوة، فالطفلة التي تمتنع عن ارتداء الملابس القصيرة أو البنطال، لا بد أن تعرف لماذا تركتها، وأن تدعو زميلاتها أيضاً إلى ذلك.
2ـ قص القصص من القرآن الكريم والسنة والسلف الصالح، وتذكيرهم بمواقف صغار الصحابة في الدعوة إلى الله، إضاءات جميلة لها أثرها في نفوس أبنائنا.
3ـ استثمار أوقات الزيارات في عمل برامج مسلية يتخللها مسابقات مفيدة، مع توفير هدايا بسيطة يقدمها ابنك للأطفال.
4ـ قد نحتاج لمرافقة أبنائنا في بعض الأماكن كالأسواق والمستشفيات، فما أروع أن نعوّد أبناءنا توزيع بعض الأشرطة والكتيبات أثناء هذه الجولات.
5ـ ما أجمل أن يتحلق الأطفال -كل حسب جنسه- وأن يكون من بينهم من يقص عليهم ما سمعه من شريط أو ما قرأه من كتيب، وحتى ينجح الطفل في جذب زملائه فليكن له محاولات في المنزل تقيميّنها بنفسك.
6ـ إشراكهم في المكتبات العامة التي تنمّي فيهم روح العلم والمعرفة، وبالتالي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.
7ـ زيارة المراكز الاجتماعية ودور الأيتام وتقديم الهدايا لإخوانهم لها أبلغ الأثر في نفوس الطرفين.


العوامل التي تؤثر سلباً على تربية الأبناء، تكتبها الأمهات بأنفسهن:

أـ نجوى (43 سنة):

1ـ كثرة التوجيهات والأوامر من غير إقناع ومحبة، وكأنها أوامر عسكرية تطبق بلا فهم لأهميتها.
2ـ غياب غرس الرقابة الربانية والخوف من الله، بحيث يطبّق الأبناء العبادات من صلاة ونحوها في حضور الوالدين، ويفعلون ما يريدون في غيابهم.. مع الأسف.

ب ـ أم إبراهيم:

1ـ الاختلاط السيء في الأسرة وخارجها.
2ـ الدش والإنترنت.
3ـ السفر للبلاد غير المتمسكة بالإسلام.

ج ـ أم خالد (45 سنة)، ربة منزل:

1ـ القدوة السيئة أمامهم.
2ـ الإهمال وعدم متابعتهم.
3ـ أصدقاء السوء من حولهم، وقد يكونون من القرابة، وهذا يكون تأثيره أقوى عليهم.

وذكرت لنا العديد من الأمهات الأسباب التالية:

1ـ ابتعاد الآباء عن أبنائهم وعدم مصاحبتهم.
2ـ كثرة مشاهدة التلفاز وألعاب (البلاي ستيشن).
3ـ الفراغ وعدم وجود الصديق الصالح.
4ـ عدم الاستمرار على الأمور والعادات الحميدة.
5ـ المجلات والقنوات الفضائية التي تعرض صوراً مثيرة.
6ـ اختلاف الوالدين في طريقة التربية.
7ـ وجود الخدم.
8ـ عدم تفعيل المحاضرات والإعلان عن الأشرطة التربوية التي تسهم في تثقيف الوالدين.
9ـ عدم وجود برامج إعلامية هادفة.
10ـ عدم الاستقرار الأسري وإثارة المشكلات ومناقشتها أمام الأبناء.
11ـ عدم مراقبة الأبناء بشكل دائم، والملل من التوجيه والنصح.
12ـ عدم تثقيف الأبناء بدينهم بالشكل الصحيح.
13ـ تقليد الأبناء لأقرانهم.
14ـ نهي الأبناء عن أمور سيئة، ثم قيام الوالدين بعملها.
15ـ عدم معرفة رغبات الأبناء، وعدم محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية فيها وتنميتها.

ولنا وقفة واقعية مع أطفال بدأت غراس التربية الحميدة تعطي ثمارها فيهم، فهذا طفل يأمر بالمعروف، وتلك طفلة تنهى عن المنكر.

لنترك هذه القصص الواقعية تتحدث عن نفسها، وروعة معانيها:

1ـ سارة (19 سنة)، طالبة جامعية: قالت لي أختي الصغيرة موجهة الخطاب لي: "كل شيء في غرفتك جميل، ما عدا هذه الصورة التي تمنع الملائكة من دخول الغرفة"، حقاً كان وقع كلماتها البريئة عليَّ كبيراً في نفسي.

2ـ صديقة لي كانت تحكي لطفلها عن امرأة إفريقية تعمل عندهم، وتحاول أن تتكلم بطريقتها. وبعد هذه القصة بفترة قال لها الطفل أحكي لي الحكاية مرة أخرى، وكانت المرأة موجودة في نفس المكان، فأشارت الأم إليها بعينها -أي قالت له: عندما لا تكون موجودة-، فقال الطفل: حرام يا ماما.. أنا وأنت الآن ندخل في الآية: { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } [الهمزة:1].

3ـ وفي نفس الموضوع تروي لنا إشراق أحمد (22 سنة)، أنها كانت تتحدث مع امرأة من أقاربها وكانت هذه تغتاب وتكذب، فرد ابنها الصغير وقال لها: يا أمي لا تكذبي فالكلام الصحيح كذا وكذا (من كذب تكتب عليه سيئة).

4ـ طفلة صغيرة كان تتمشى مع أبيها بالسيارة رأت بجانبها سيارة كان سائقها يدخن فتحت نافذة السيارة، وقالت للرجل: "عيب، الدخان حرام، استحي من ربك". فرمى الرجل السيجارة، هذه الطفلة لا يتعدى عمرها الثلاث سنوات.

5ـ الجوهرة، معلمة (42 سنة): بالنسبة لي، ابني دائماً ينهر أخته الكبرى ويأمرها بالحجاب الشرعي، وعدم لبس الملابس الضيقة.

6ـ مريم محمد تحدثنا عن موقف رائع لن تنساه، حيث كانت في زيارة لإحدى صديقاتها، وأرادت إحدى الزائرات أن تضع شريطاً غنائياً فقام أحد أطفال المضيفة، ورمى بالشريط الغنائي ووضع بدلاً منه شريط القرآن، أثار هذا الموقف إعجابي به، ما شاء الله.

7ـ أثير (17 سنة)، طالبة: "مرة كنت أشوف الدش، فضغطت على قناة كلها أغانٍ، وكان معي بنات عمي الصغار، جاءت بنت عمي وعمرها خمس سنوات تريد أن تخرج من الغرفة، قلت لها: سارة أين تذهبين؟ قالت لي: أريد أن أخرج: قلت: لماذا؟ ردت: لا أريد أن أسمع أغاني، وأنت الله يدخلك النار لأنك تسمعين أغاني.. كانت بمعنى كلامها تريد مني أن أغير هذه القناة.

لقطات سريعة

ـ طفلة صغيرة تدّخر من مصروفها الشخصي وتودعه في صناديق التبرعات، وتحثّ من هم أكبر منها على هذا العمل.
ـ طفل كلما فتح أبوه التلفاز، يطلب منه أن يخفض صوت الموسيقى عند الفاصل، وبعدم النظر إلى النساء.
ـ خلود في الصف الرابع رأت صديقتها لا تعرف كيف تؤدي الصلاة، فوجهتها للمصلى وعلّمتها كيف تؤديها، ثم جاءت إلى أمها وسألتها: ماما، أنا لي أجر في ذلك؟
فقالت لها الأم: نعم, وشجعتها كثيراً على ذلك.
ـ طفل نصح أقاربه الأولاد بعدم سماع الغناء، وقرأ عليهم الآية الكريمة { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } [الحديد:16] فقالوا: ينقصك ما شاء الله لحية.
ـ أم خلود" سألتني ابنتي عن إحدى قريباتي هل هي من أوروبا؟ قلت لها: لا! بل هي مسلمة مثلنا. فقالت: لماذا لا تغطي وجهها إذا كانت مسلمة!! هذا الذي تعلمته منك ومن المدرسة.. فذهبت إليها وقالت لها: إذا كنت مسلمة غطي وجهك، لأن إظهار الوجه من التشبه بالكافرات، وأنت مسلمة.

لقاء مع طفل

لقاء مع طفل بدأ يحمل همّ الإسلام في قلبه، ويدعو إلى الله، عن تجربة البداية.. بدأ أُسَيد معنا هذا اللقاء..

اسمي أسيد قاضي، عمري إحدى عشرة سنة، أدرس في الصف الخامس وأحفظ من القرآن الكريم ثلاثة وعشرين جزءاً ولله الحمد.

ـ من شجعك على طلب العلم؟

أسيد: بفضل الله ثم بفضل أبي وأمي وكذلك مدرستي.

ـ من تصاحب يا أُسَيْد وكيف تؤثر في الآخرين؟

أصاحب الناس الطيبين، وأؤثِّر في الآخرين بأن أنصحهم وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر وأبين لهم طريق الخطأ، وأضع في بالي أنه إن استجابوا لي فسوف آخذ أجرهم ولا ينقص من أجورهم شيئاً، لأن الدال على الخير كفاعله.

ـ وما هو هدفك في الحياة؟

طاعة الله ورسوله، لأن الله تعالى قال في كتابه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات:56].

ـ وأخيراً ما هي أمنيتك؟

أن أصبح إمام مسجد، لأن الله تعالى يقول:{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } [الفرقان:74] فإني أسأل الله أن يجعلني إماماً للمتقين.

وبعد تلك الجولة المتميزة مع تلك النماذج الرائعة، التي نسأل الله لها التوفيق والاستمرار على طريق الدعوة، لتكون نبراساً شامخاً لهذه الأمة ودعاة صالحين في المستقبل.. كان للأستاذة أسماء الرويشد -حفظها الله- هذا التعليق على هذا التحقيق:

توظيف قدرات الطفل لخدمة دينه

من الضروري أن يهتم المربون بمساعدة الطفل على أن يفهم نفسه، وعلى أن يستعمل إمكاناته الذاتية وقدراته المهارية واستعداداته الفطرية، لتحقيق إسلامه وخدمة دينه، فيبلغ بذلك أقصى ما يكون في شخصيته الإسلامية وفاعليته الاجتماعية.

إن تربية الطفل التربية الإسلامية الصحيحة هي التي توظف طاقات الطفل لكي يمارس تأثيره في مجتمعه وفق ما تعلمه وعمل به من دينه؛ إذ لا بد أن يوجه الطفل لعبادة الله وحده، وهو أول ما يجب عليه أن يتعلمه ويلتزم بأدائه. ثم توجيه طاقاته إلى أداء حقوق الآخرين والإحسان إليهم، مع تعويده على ممارسة الدعوة إلى ما تعلمه وفهمه، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن الطفل إذا شبّ ودأب على ممارسة الدعوة إلى الله على حسب فهمه واستيعابه -وهو حصيلة تربيته الدينية-، فبعون الله وتوفيقه يجني الآباء والأمهات ثمرات ذلك ناشئاً مؤهلاً للقيام بأعباء الدعوة حاملاً همَّ الإسلام والمسلمين. فالأطفال متى ما تربّوا على هذا الدين قادرون على أن يمارسوا مهمة الدعوة مع أقرانهم وزملائهم وإخوانهم وأسرهم، بل حتى في الطريق كما في موقف الطفلة مع المدخن.

لكن ينبغي للمربين أن يوضّحوا للأطفال مفهوم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان آدابه وأساليبه اللائقة، حتى لا يقعوا في حرج المواقف الصعبة، وتذكيرهم بالأجر والصبر إن حصل شيء من ذلك، مع مراعاة عدم إشعارهم بالتخذيل والتخويف من القيام بتلك المهمة.

منقول من موقع طريق الإسلام